الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

السعودية بين ترتيبات الخلافة ورياح الربيع العربي


السعودية بين ترتيبات الخلافة ورياح الربيع العربي

http://www.france24.com
بين ترتيب خلافة هادئة لحكم الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وتدبير رياح ربيع عربي قد تهب على العربية السعودية بشعارات اجتماعية وطائفية أو حقوقية تحملها النساء يرتسم المستقبل القريب للمملكة. وهو مستقبل لن يبتعد كثيرا عن تركيبة جديدة بين دين رسمي منفتح للدولة مع تعميق الإصلاح السياسي والحقوقي والاجتماعي تستفيذ منه شرائح المجتمع.

سفيان فجري (نص)

كيف تتحكم السعودية في التيار السلفي في العالم العربي؟  

بدأ ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إجازة خاصة في الخارج، وأعلن الديوان الملكي السعودي خبر مغادرة الأمير سلمان، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع مطار جدة حيث كان في وداعه عدد من الأمراء ومسؤولي الدولة السعودية.
ويأتي سفر الأمير سلمان مباشرة بعد انقضاء عطلة عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز في المغرب، حيث قضى فترة نقاهة بعد القمة الإسلامية التي احتضنتها المملكة.
تغريدة مجتهد جحول سفر الأمير سلمان إلى المغرب2012/10/03
الديوان يؤكد خبر مجتهد عن سفر ولي العهد للمغرب. واذا يسر الله سأكتب لكم عن مستقبل العائلة بعد الملك عبد الله ومن الذي ينوي "القفز" على العرش

— مجتهد (@mujtahidd) أكتوبر 2, 2012
ويأتي إعلان الديوان الملكي السعودي عن سفر ولي العهد بعد تكتم قصير، سبقته مصادر إعلامية كشفت أن "الإجازة الخاصة" للأمير سلمان ستكون كذلك في المغرب.
في هذا السياق أكد "مجتهد" – وهو مغرد على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" اكتسب مصداقية من خلال كشف عدد من الأسرار والملابسات في السعودية وداخل العائلة الحاكمة إلى درجة أن لقب بـ"ويكيليكس السعودية"، أن "الديوان الملكي يؤكد خبر مجتهد عن سفر ولي العهد للمغرب. وإذا يسر الله سأكتب لكم عن مستقبل العائلة بعد الملك عبد الله ومن الذي ينوي "القفز" على العرش".

 تحضيرات الأمير سلمان

وكان العاهل السعودي قد أناب، قبل مغادرته العربية السعودية في اتجاه المغرب، ولي العهد بتسيير أمور المملكة. وجاء في بيان للبلاط الملكي "أنبنا بموجب أمرنا هذا صاحب السمو الملكي الأخ الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابنا عن المملكة."

وتداولت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر فرنسية مطلعة دعوة ولي العهد السعودي الأمير سلمان لاجتماع للعائلة الحاكمة في العربية السعودية يومي 31 آب/أغسطس والأول من أيلول/سبتمبر، خلال الفترة التي كان عاهل البلاد يقضي فيها عطلته الصحية في الدار البيضاء بالمغرب.
وعلقت وسائل الإعلام على الاجتماع النوعي الذي دعا إليه الأمير سلمان الأمراء وأعضاء العائلة الحاكمة، باعتباره استباقا لمرحة ما بعد الملك عبد الله، وتحضيرا عائليا قبليا لخلافة العاهل الحالي، خصوصا في ظل توارد الأنباء والتقارير عن الوضع الصحي الحرج لعاهل البلاد الملك عبد الله.
وكتب "مجتهد" على "تويتر"، والذي لا يستبعد المراقبون أن يكون عضوا مقربا جدا من الأسرة الحاكمة أو من أجهزة الدولة، أن هناك تخوفا لدى المسؤولين في المملكة من تدهور صحة الملك عبد الله، وأنه تم تزويد طائرته في عودته من المغرب بتجهيزات طبية إضافية ويجري مراجعة صحته يوميا الآن. وأضاف "مجتهد" أن التقارير الطبية تحذر من تطورات فجائية في صحة الملك.
ويأتي الاجتماع الذي دعا إليه الأمير سلمان في ضوء إدراك العائلة المالكة في السعودية لخطورة تداعيات تعيين ولي العهد، في نسختيه الأخيرتين، الأولى مع الأمير نايف والثانية مع الأمير سلمان، على استقرار الوضع في المملكة خصوصا مع التأثير الذي تفرضه رياح الربيع العربي والقلاقل التي قد تثيرها بعض القضايا الأمنية في شرق المملكة.

 ربيع في المملكة؟

وفضلا عن حساسية قضية الخلافة في المملكة، والتي لا محالة سيكون لها انعكاسات في الداخل والخارج، بالنظر لثقل السعودية على المستوى العربي والإقليمي والدولي.. فإن عوامل أخرى اجتماعية وطائفية سيكون لها تأثير في المستقبل القريب للمملكة.
في هذا السياق كتبت الباحثة "كارين إليوت هاوس" في كتابها: "الشعب والتاريخ والدين: بين الأخطاء والمستقبل" تقول إن أكبر تحدي سيواجهه الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية هو تحدي المملكة السعودية إن حدثت فيها ثورة تقضي على حكم الأسرة الحاكمة فيها.

قضية الخلافة في السعودية

مسألة الخلافة في المملكة العربية السعودية

وتعدد الكاتبة الأسباب والعوامل المساعدة على الثورة في العربية السعودية، منها الجوانب الديموغرافية مع ارتفاع نسبة الشباب في المملكة وعدم مسايرة المستوى المعيشي لذلك. وتقدم الباحثة أرقاما لذلك، منها أن 60 في المئة من السعوديين هم من الشباب تقل أعمارهم عن 20 سنة، وأغلبيتهم لا أمل لهم في الحصول على وظيفة، وأن 60 في المئة من السعوديين لا حظ لهم في امتلاك مسكن، و40 في المئة منهم يعيشون تحت عتبة الفقر.
في المقابل يتمتع أفراد العائلة المالكة، من 25 ألف أمير وأميرة من نظام للريع والامتيازات، حيث لكل منهم ممتلكات وعقارات وأراض ويتقاضون رواتب.
وتورد الباحثة عاملا آخر لعدم استقرار المملكة هو ما أسمته بالعنصرية بين المناطق، حيث ينظر أهل الحجاز ومنطقة الشرق والشيعة إلى الوهابية باعتبارها نظاما مفروضا عليهم من قبل أهل نجد. كما تشير إلى وضع المرأة السعودية والتمييز الجنسي التي تعانيه والذي يقف حجرة عثرة أمام تطورها وإسهامها في بناء المجتمع السعودي.
وتخصص الباحثة حيزا هاما للعوامل السياسية، منها رياح الربيع العربي التي تدعو السعوديين إلى أمل في نظام آخر ديمقراطي بديل، ومنها كذلك الصراع على السلطة داخل النخبة الحاكمة، مشيرة في ذلك إلى ما حصل في الدولة السعودية من قبل في أواخر القرن التاسع عشر، والأثر الذي حلفته الصراعات على السلطة.
بيد أن خطر الفوضى يبقى قائما، ومصدره قد يكون بعيدا عن الصراعات داخل آل سعود، كانتفاضة تيارات دينية غير راضية على التحالف القديم مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق