الاثنين، 7 مايو 2012

سيارة اللمبرغيني ...




مقال لـ د. منيرة المهاشير 
في كل مرة أتصفح بها موقع الجريدة تظهر لي اللمبرغيني واسحبها ذات اليمين واليسار دون فائدة وكأنما الصورة تترصد لي بعناد متعمد ولربما عدوان مقصود على حقوق الفقيرة لله التي لم تفز يوماً بقرعة. وأذكر أن مصيبتي مع القرعة بدأت في الصف الثالث الابتدائي حين حاولت المنافسة على مستوى المدرسة في حفظ سورة البلد وانتهى التحكيم بيني وزميلتي بالتساوي فأشاحت عرافة القوم بضرورة عمل القرعة وخاب أملي لحظة قراءة الاسم ولم تكن الخيبة الأخيرة! حينها لم تكن المدارس تطبطب على الأطفال ولم تكن هناك جائزة تعرف بالترضية.. عدت للمنزل باكية والطريف أنني وأنا أبكي مررت بالبقالة فاشتريت علك أبو نفيخة كنوع من المكافأة! وطيلة حياتي لم احرص على الدخول لأية قرعة، وان أُجبرت فأنا ادخل للتسلية فقط، عدا قرعة العمل فإني دائما أتحاشاها وافوز بها بمعنى القرعة التي لا مكافأة لها فلو اقترعت مع وزير لكسبته.
في كل مرة يفوز بالسيارة رجل؟ وماذا ستفعل المرأة باللمبرغيني؟ تهديها مثلاً؟ في احد مراكز التسوق توزع بروشورات بعنوان حكم قيادة المرأة للسيارة! وكأن هناك من يسابق لإغلاق باب لم يفتح بعد! ولا أعرف هل يتبع البروشور لجنة كبار العلماء بعد قصر الافتاء عليهم أم أن هناك من لا يزال يجتهد بعيداً عن السرب.

وهل نحن جادون في تطبيق عقوبات مخالفة القرار الملكي أم أن القرار لم يشمل عقوبات؟
وهل ينصاع الناس بعد هذا القرار لأي فتوى لأي يكن؟
وهل ما زلنا حتى اللحظة القريبة نظن أننا مسلمون أكثر من البقية؟ أكثر من دول الخليج والدول العربية..
أم أننا نظن أن الأعراف تحكمنا أكثر منهم مع مراعاة أواصر القرابة والنسب؟.

(قلت سابقاً وأكرر لست مع قيادة المرأة للسيارة ولست ضدها)

وان كنت ارى أن قيادة البعض (الكبار منهن) ستكون مصدراً ثابتا للرزق لاسيما للاسر المعدمة وحلا جذريا للعديد من الأسر التي لا تأتمن أطفال المدارس مع سائق العائلة. خارج المدرسة يهولك منظر أطفال الروضة في احضان السائق بعضهم كالأب ولربما أكثر وبعضهم ذئب في ثياب أب بديل، قد يستغرب البعض العلاقة بين العائلة والمرأة السائقة، أقول كلاهما حل لمشكلة الآخر، ولربما لمشكلة ستنفجر قريبا وهي تحرش السائقين بالصغار، الأم البديلة قد تكون مؤذية لكن الأب البديل قاتل.

نعود للمبرغيني البرتقالة.. تمنيت ان تشتمل الكوبونات الخاصة بالقراء على كوبونات دعم للجمعيات الخيرية والانسانية كسند ومشاعل الخير والبر وغيرها وأظن أن الناس كانت لتسعد كثيراً بوجود كوبونات من هذا النوع.. ستظل العلامة الفارقة لنا كأمة خلاقة هي علاقاتنا الانسانية وحجم تكفالنا وتآخينا، وللشعب السعودي مواقف جميلة وجبارة مع الكثير من اخوان الاسلام والعروبة فما بالك مع مجتمعهم! الجذب والتسويق لا يتعارضان فيما أظن مع المروءة والمروءة ستجعل المسؤول عن الموقع يحجب اللمبرغيني عن الأطفال وضعاف النفوس ممن يتأثرون بمنظرها.

ان جاد حظك باع لك واشترى لك
فوايده من كل الأبواب تاتيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق