الاثنين، 11 يونيو 2012

الفقر في السعودية ... الفقر والصفيح أم الذهب والقصور


يقول المواطن علي مفرح الشحني: نحن نعيش عزلة تامة من المجتمع ومن خطوات التنمية، ولم يلتفت لنا أحد ولا يوجد لدينا وظائف وليس لنا دخل شهري غير مستحقات الضمان الاجتماعي الذي ينتهي مع بداية الشهر، ولا يوجد لدينا مساكن غير الشبوك والخيام والصفيح.


من نافذة طائرة تعبر الأجواء السعودية، يثير المسافر انعكاساً وهاجاً لأشعة الشمس من أراضي المملكة، انعكاس لا لذهب أصفر أو اسود، ليخفي الواقع المرير بريق التوهج كاشفاً عن انعكاس الشمس على أسقف بيوت الصفيح وعن مرارة وبؤس قصص الناس "المستظلة" بقيظه...
فقد سلط تقرير نشرته صحيفة الشرق الضوء على معاناة سكان الصفيح في المناطق الجنوبية من المملكة السعودية وفيما يركز التقرير على منطقتي جازان وعسير، لكن وجوه الفقر التي يحكيها باتت مألوفة حتى في أحياء الرياض وجدة ومكة المكرمة..
حيث يتلون البؤس بأكثر من لون في وجوه سكان قرية اللحجة بمحافظة الريث في جازان وتبلغ المعاناة أشد صورها عندما يداهم (كابوس الولادة) إحدى الأمهات؛ فالوصول لأقرب مستشفى يحتاج لأكثر من ثلاث ساعات، وإذا سال مجرى الوادي يختفي الطريق وينقطع خيط الأمل وحبل الحياة،
 قرية اللحجة بين حدود منطقتي جازان وعسير.
 صحيفة الشرقدخلت بيوت الفقراء وقامت بجولة لوادي اللحجة الذي يفتقد كل الخدمات، فلا وجود لطريق غير بطن الوادي، في غياب واضح لخدمات الكهرباء والماء والتعليم والصحة.
من جهته، قال شيخ أهالي قرية اللحجة محمد أبو ملحة الشحني إن سكان اللحجة يسكنون الصفيح والشبوك ويعيشون على الكفاف، ويفتقدون لكل الخدمات، وقد تم نقل معاناتهم للجهات الخدمية أكثر من مرة وتمت المطالبات لهم في كل شيء لكن دون نتيجة.
رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالريث مغدي جابر الريثي أوضح أن عدد الأسر بقرية اللحجة يزيد على أربعين أسرة وهم يشكون من عدم تحسين مساكنهم كونهم يسكنون في صفيح وشبوك حديدية ذات أشرعة، وهناك عدد من المواقع في محافظة الريث حدد بها مواقع للإسكان إلا أنه لم ينفذ حتى الآن سوى موقع واحد، ونطمح في المزيد من هذه المساكن كونها سببت جرحاً كبيراً لأن العدد المنتظر لها كبير جدا، مشيرا إلى أن إجمالي الأسر التي تسكن الشبوك والصبول الخشبية والحجارة القديمة في محافظة الريث يقدر بالمئات! وبعض الشباب المتزوجين لا يملكون مساكن وإنما يسكنون في بيوت زوجاتهم. موضحا أن جمعية البر في محافظة الريث تعاني قلة الإمكانات وشح مواردها وأنها تخدم عددا من الشرائح الفقيرة منهم.
من جهته، أوضح محافظ الريث عثمان الراجحي أن الأهالي أقل الناس نموا وأكثرهم فقرا، مبينا أنه تم تشكيل لجنة قبل سنة لحصر كافة الأسر التي تسكن الصفيح والشبوك والكهوف، لافتا إلى أن محافظة الريث أكثر المحافظات فقرا على مستوى منطقة جازان حسبما تبين في تفاصيل البحث الإحصائي الذي أعدته اللجنة وتم الرفع بكافة البيانات للجهات المعنية.
وأوضح المتحدث الرسمي لفرع المياه في منطقة جازان علاء خرد أن سكان وادي اللحجة لا توجد لديهم سقيا حاليا وسيتم تأمين السقيا خلال العقود المستقبلية!!!
وفي موقف يظهر انفصال الحكومة السعودية عما يجري على الأرض من واقع مساكن الصفيح وأحياء المقابر صرحوزير الاقتصاد والتخطيط السعودي الدكتور محمد الجاسر، أن الأرقام الموجودة في إحصائيات عام 2007 هي ان 61 % من العائلات السعودية تسكن في مساكن مملوكة.
تصريح الوزير السعودي، صب الزيت على نار أزمة السكن التي يعاني منها المواطن السعودي حيث انتقد كاتب سعودي تصريح وزير التخطيط والاقتصاد السعودي التي قال فيها إن 61% من العائلات السعودية تمتلك سكناً، واصفاً ذكر العائلات السعودية دون المواطنين بالخديعة وحيلة المفلسين.
وقال حسن العجمي في مقال كتبه على موقع الحدث، "أن الوزارة تعكف حالياً على دراسة برنامج لمكافحة الفقر، فكيف يُمكن لـ 61% من الشعب السعودي إمتلاك مسكن في ظل انتشار الفقر، إلا إذا كانت تعتبر "أن بيوت الصفيح والعُشَش وغرف الطين مساكن تليق بالمواطنين السعوديين، ثم سجلتها في إحصائياتها المزعومة على أنها فِلل فاخرة".
وبيّن الكاتب السعودي العذر الوحيد لتصريح الوزير هو أن الرقم الحقيقي 16% فقرأه مقلوباً فأصبحت 61%.
وتابع العجمي يقول: "أنا مستعد أن أؤكد بأن ألف مواطن "يقسمون" على المصحف أنه ما سبق وأن سألهم أحد ساكنين في بيت ملك وإلا في جحر ضب"، ناصحاً الوزير بألا يتفوه بكلام يخالف العقل ولا يتفق مع واقع الحال المرير.
وأضاف "بمناسبة هذه الدراسة الوهمية أنه خلال شهر، بعد المليار دولار الذي ذهب إلى مصر الشقيقة، المملكة تتبرع بما يزيد عن ثلاثة مليارات من الدولارات لليمن"، والشعب السعودي يزرح تحت البطالة والإيجارات المرتفعة وعدة أزمات أخرى!.
وتساءل العجمي، إذا كان قصد السعودية وجوب مساعدة الأشقاء بالمليارات اذاً لماذا لا تساعدون الشعب السوداني!.
وأكد أن الشعب السعودي يريد إصلاحات جوهرية تقضي على الفساد والواسطة والمحسوبية والفقر والبطالة وتطبيق القرارات على الواقع وليس على الورق.
وختم الكاتب السعودي مقاله، بأن الشباب السعودي يطالب بالوظائف المحترمة وبالاستحقاقات المشروعة تجاه المملكة التي تتفجر نفطاً وغازاً وذهباً.
وفيما يبدو أن امتلاك منزل صالح للاستخدام البشري يعد ترفاً بالنسبة للكثيرين تظهر أبعاد أخرى للفقر أن الحصول على طعام هو ترف لكثر من الجياع في المملكة السعودية.
حيث كشف مشروع "إطعام" في السعودية عن تنامي ظاهرة الفقر في المملكة النفطية، فرغم أن الترحيب بالمشروع والقائمين عليه وتعظيم جهدهم، إلا أن ثمة رأي آخر ينظر للخطوة من وجهة مغايرة وهي أن كل الشعب السعودي له حق في عوائد النفط التي لن تجعل هناك محتاجًا واحدًا في المملكة، دون حاجة إلى مد الأيدي لمجرد الطعام وليس الملبس والسكن.
هذا وذكرت مصادر إخبارية أن المشروع الخيري "إطعام" الذي يعد الأول من نوعه في السعودية، يواصل إنجازته الكبيرة رغم حداثته في حفظ 4 ملايين وجبة يوميا من فائض الطعام الذي لم تمسّه الأيدي وإعادة تعبئته وفق معايير صحية وتسليمه بطريقة حضارية لنحو 5 آلاف أسرة محتاجة.
وتعمل "إطعام" على تغطية ما يقارب 5 آلاف أسرة محتاجة مع نهاية العام الجاري في معظم المدن والمحافظات في المنطقة الشرقية بالتعاقد مع الفنادق والمطاعم الكبرى وصالات الأفراح.

شعار أن "لا سبب لقيام الثورة في المملكة السعودية" هي الكذبة التي يتحصن بها الإعلام السعودي من رياح التغيير في الجزيرة العربية متجاهلا شكوى ما يزيد عن 60 بالمئة من المواطنين الذين يشكون من فقر وجوع وبؤس ومن العيش في مدن بين القبور وأخرى تحت الصفيح، كل هذا ولا سبب يستدعي الثورة، طبعاً في نظر من تجرد من كل انسانية والتحق بركب المعتاشين على نهب ثروات الناس ومحاربتهم في عيشهم…..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق