الاثنين، 11 يونيو 2012

تهديد بالقتل يرغم الناشطة السعودية منال الشريف على الغاء زيارة لاميركا


 
قالت صحيفة اندبندنت البريطانية أن الناشطة السعودية منال الشريف اضطرت إلى إلغاء زيارة مقررة إلى الولايات المتحدة بسبب تلقيها تهديدات بالقتل.
ونشرت صحيفة "ذي انديبندنت" الجمعة تقريرا مفصلا عن الناشطة الشريف التي تحدت حظرا ما زالت الحكومة السعودية تفرضه على قيادة السيدات للسيارات.
وأورد التقرير ان السيدة الشريف اضطرت من تلقاء ذاتها الى الانسحاب من المشاركة في حفل تكريم لها في الولايات المتحدة نظير نشاطها في سبيل التحرر من القيود المفروضة على المرأة في السعودية.
وجاء في التقرير الذي كتبه غاي آدامز "اضطرت امرأة سعودية تحدت علنا حظرا على النساء لقيادة السيارات الى الغاء رحلة مقررة الى الولايات المتحدة بعد تلقيها عدة تهديدات بالقتل وبعد ان وصل الى علمها انها موضوع فتوى اصدرها احد رجال الدين المتزمتين".
واصبحت منال الشريف رمزا عالميا لنضال بنات جنسها من اجل المساواة في الشرق الاوسط، بعد نشر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" تظهر فيه وهي تقود سيارتها في شوارع الخبر في نيسان (ابريل) الماضي، في ذروة احداث "الربيع العربي".
وقد القي القبض عليها بعد ذلك واودعت السجن لتسعة أيام.
وكان مقررا الأربعاء ان تحظى بالتكريم لنشاطها البارز اثناء حفلة توزيع جوائز في واشنطن تنظمها "فيتال فويسيز" (الاصوات الحيوية)، وهي مجموعة ضغط مقرها الولايات المتحدة تقوم بحملات تنادي بحقوق المرأة ولها علاقات وثيقة بوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
وقبل موعد الحفلة بـ48 ساعة قيل لمنظميه ان السيدة الشريف، وهي مطلقة وأم، قررت على مضض البقاء في المملكة العربية السعودية، في خضم ما يبدو انه خشية متعاظمة على سلامتها الشخصية والعائلية.
وقالت في رسالة بالبريد الالكتروني ان الكلمة التي القتها في ندوة الحرية في أوسلو، وهي ندوة تهتم بحقوق الانسان تعقد سنويا في النرويج، تسببت في صدور كم من التهديدات من محافظين شعروا بالاستياء بسبب انتقادات نسائية لقوانين المملكة المتشددة في الكبت ولتقاليدها الاجتماعية.
ويزداد التوتر ايضا قبل حلول اليوم الـ17 من حزيران (يونيو) الذي يصادف الذكرى الاولى "للاحتجاج ضد حظر القيادة" التي شاركت الشريف وعشرات من انصار المرأة فيها بقيادة السيارات الرغم من القوانين المناوئة للمرأة التي قررت ان قيادة المرأة للسيارة في البلاد غير مشروعة.
وقد شرحت اسباب قرارها البقاء في المملكة، فقالت ان "التهديدات التي ووجهتُ بها بعد كلمتي التي القيتها في اوسلو دفعتني الى اتخاذ قرار بالتزام الهدوء حتى يمكن الاستعداد للذكرى الاولى للـ17 من حزيران".
ولم تكن تلك هي المرة الاولى التي تُستهدف فيها الشريف بسبب نشاطها النسوي. ففي الشهر الماضي قالت لصحيفة "ذي انديبندنت" كيف تسبب نشاطها السياسي بفقدان وظيفة في شركة "ارامكو" السعودية للنفط التي كانت تعمل فيها ضمن دائرة سلامة المعلومات لاكثر من عشر سنوات.
ومنذ ذلك الوقت كانت موضوع فتوى اصدرها الشيخ عبد العزيز الطريفي، احد رجال الدين من المذهب الوهابي المتشدد الذي ينتمي اليه الكثير في تلك الدولة الاسلامية. وقد وصف الشريف بانها "منافقة"، وهي تسمية ترقى الى مرتبة التشكيك في ولائها الديني، وتضع سلامتها نتيجة لذلك عرضة لمزيد من المخاطر.
وافادت التقارير الاولية عن قرارها في اللحظة الاخيرة بالغاء رحلتها الى الولايات المتحدة باحتمال ان تكون قد تلقت تهديدات من "مسؤول سعودي" لم يُكشف عن هويته.
غير ان الشريف اكدت في رسالة بالبريد الالكتروني الى "ذي انديبندنت" انها لم تتلق اي تهديد من اعضاء الحكومة السعودية مباشرة.
ورغم عدم توجهها الى واشنطن، فانها لم تغب كليا عن احتفال "فيتال فويسيز" الذي تحضره خمس "بطلات" من الربيع العربي لتسلم جوائز.
وعندما دعيت الاربع الاخريات لتكريمهن، وقفن على المسرح في مسرح اوبرا مركز كينيدي، وتركن بينهن مكانا فارغا ليمثل الموقع الذي كان يجب ان تقف فيه الشريف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق